مع تطور التكنولوجيا الحديثة في الوقت المُعاصر كان للبناء نصيب كبير من هذا التطور الذي غزا العالم في جميع الجوانب، حتى أصبح هناك ما يُسمى بطرق البناء الحديثة أو تكنولوجيا البناء الحديثة التي اختلفت كليًا عن طُرق البناء التقليدية ولكنها بقيت على الجودة والمتانة الخاصة بها، كما يُساهم هذا التطور في استخدام تقنيات البناء الحديثة مثل الحلول السحابية لإدارة مشاريع البناء، ونمذجة معلومات البناء، والذكاء الإصطناعي والروبوتات في تحسين عمليات البناء بفاعلية ودقة أفضل، وفي هذا المقال المُقدم من منصة طابو العقاري نُسلط الضوء على أهم تلك التقنيات وشرحها بالتفصيل.

برامج إدارة مشاريع البناء والتشييد المستندة على الحوسبة السحابية

تعمل الحوسية السحابية على إستضافة البرمجيات والتطبيقات والبيانات على خوادم عبر الإنترنت بدلًا من تثبيتها محليًا على أجهزة الكمبيوتر، مما يعني أن المعلومات والمستندات تكون مُتاحة عبر الإنترنت، ويُمكن الوصول إليها من أي جهاز متصل بالإنترنت، الأمر الذي يجعل التعاون والتواصل بين الفرق المختلفة أسهل وأكثر فاعلية، كما توفر تلك البرامج حلول الحوسبة السحابية المتمثلة في برامج إدارة مشاريع البناء والتشييد منصة مركزية للتعاون السلس ومشاركة البيانات بكفاءة بين كافّة المُشاركين بالمشروع، مع توثيق شامل لكافّة عمليات إدارة مشروع البناء، حيث يُمكن لكافّة أعضاء فريق العمل من المهندسين والمعماريين والمقاولين الوصول إلى معلومات ومستندات المشروع الهامّة في أي وقت يرغب به مما يُساهم في تعزيز التواصل وتحسين العمل المشترك.

نمذجة معلومات البناء

من بين أهم التقنيات التي ساهمت في تطوير صتناعة البناء والهندسة المعمارية هي نمذجة معلومات البناء، وهي عبارة عن تقنية تعتمد علة إستخدام البرمجيات والأدوات الحاسوبية المتطورة لتمثيل الهياكل الهندسية والمباني في شكل رقم توأم ثلاثي الأبعاد يتضمن كافّة المعلومات والبيانات التي تتعلق بكل جزء من الهيكل بما في ذلك المعلومات الهندسية والهيكلية والميكانيكيّة والكهربائيّة والصحية وغيرها من التفاصيل، بالإضافة إلى ذلك تُساهم تلك التقنية في تحسين إدارة الموارد من خلال التقدير الدقيق لمواد البناء اللازمة مما يوفر نسبة المواد المستهلكة، ويحد من كمية النفايات الناتجة عن أعمال البناء في الموقع مما يعني توفير التكاليف وتحسين إستغلال الموارد بالإضافة إلى دعم الإستدامة البيئيّة في صناعة البناء.

الذكاء الإصطناعي في البناء

يعتبر الذكاء الإصطناعي حلاً مُبتكرًا ومُستدامًا في تحسين عمليات البناء وتحقيق الكفاءة والدقة في تنفيذ المشاريع، كما تُستخدم تلك التقنية في مراحل مختلفة في بناء المشروع بدءًا من التخطيط إلى نهاية المشروع، حيث تعمل أنظمة الذكاء الإصطناعي على تحليل البيانات والتنبؤ بالإحتياجات والتحديات المُحتملة للمشروع، بالإضافة إلى تحليل المعلومات الجغرافية والمُناخية والإقتصادية، مما يُساهم في تحسين التخطيط العمراني وتحديد أفضل المشاريع البنائيّة، وفي أثناء مرحلة التصميم تُساهم تقنيات الذكاء الإصطناعي في تحليل هياكل المباني والمنشآت وتصميمها بطريقة دقيقة وآمنة الأمر الذي يُساهم في توفير هياكل مُثلى وتجنب التصاميم ذات التكاليف العالية، لذا يُمكن القول بأن الذكاء الإصطناعي يُعد خطوة جديدة نحو المستقبل، حيث يُسهم في بناء مدن أكثر ذكاء وأكثر إستدامة بالإضافة إلى تحسين جودة الحياة بشكل عام.

الروبوتات والأتمتة

اثبتت الروبوتات دورها الكبير في تحسين عمليات البناء وتطويرها، كما أن الروبوتات تُستخدم بشل واسع في مختلف مراحل البناء، بدءًا من الأعمال الأسياسيّة حتى التشطيبات النهائية، نظرًا لما تتمتع به من كفاءة وجودة عالية بالإضافة إلى توفير الوقت والتكاليف والتغلب على تحديات مشكلة نقص العمالة، والجدير بالذكر أن الروبوتات تُساعم في تحسين الأمان في مواقع العمل، حيث يُمكن تفويض المهام الخَطِرة التي تُشكل خطرًا على الأيدي البشرية للروبوتات مثل عمليات القطع واللحام لما تمتاز به من قدرة على العمل في بيئات خطرة، لذا يُمثل استخدام الروبوتات والأتمتة في صناعة البناء تقدمًا مهمًا في سبيل تحسين الجودة وتسريع عمليات الإنشاء، بالإضافة إلى تحقيق أهداف التنمية المُستدامة وتوفير الموارد والطاقة بشكل فعّال.

إنترنت الأشياء

من بين أهم التقنيات الحديثة التي تُساهم في صناعة البناء والتشييد هي إنترنت الأشياء والبناء الذكي، حيث تعمل تلك التقنيات على تحسين الكفاءة والأداء العام للمشاريع العقارية، على سبيل المثال في مشاريع البناء، يتم تجهيز موقع المشروع والمعدات والهياكل بمجموعة من الأجهزة الذكية وأنظمة الإستشعار التي تتصل ببعضها عبر الإنترنت، وهُنا يأتي دور إنترنت الأشياء في رصد وقياس العديد من العوامل مثل؛ درجات الحرارة، الرطوبة، جودة الهواء، معدل إستهلاك الطاقة وغيرها، مما يُتيح تحليل البيانات وإستخلاص أدق المعلومات حول أداء الموقع، لذا يُمكن القول بأن البناء الذكي يهدف إلى تحسين جودة الحياة وتقديم تجربة أفضل للمستخدمين، فضلاً عن تحسين إستخدام الموارد الطبيعيّة وتقليل النفايات.

الإستقرار والتوازن

من أهم فوائد تكنولوجيا البناء الحديث هي أنها تعمل على إستقرار وتوازن ملحوظ من حيث أسعار مواد البناء، وتكاليف الأيدي العاملة، حيث تراجع في الآونة الأخيرة مجمل التكاليف بين 10 و20% مع إرتفاع الجودة في نفس الوقت، وفي ذات الوقت تقليص العمر الزمني للتنفيذ.

توفير تكلفة البناء

يرتكز توفير تكلفة البناء على أمرين مهمين ألا وهُما دراسة التوفير في عنصر الوقت المستغرق في تنفيذ المشروع أيًا كان نوعه، عمارة سكنية، فيلا وغيرها حتى يدخل المشروع في حيّز الإستثمار الفعلي بسرعة وهذا الأمر يتطلب جداول محددة بتوقيتات برمجية، امّا العامل الثاني هو الإطلاع الجيّد على ما تنتجه صناعة البناء الحديثة في ما يتعلق بتكنولوجيا البناء والتجهيزات الفنية، فضلاً عن التجديد في مواد البناء.