يتردد صدى الترميز العقاري مؤخرًا مُحركات البحث والسوق العقاري بشكلٍ كبير بالتزامن مع إطلاق دائرة الأراضي والأملاك في دبي "مُبادرة ريس للإبتكار العقاري" بهدف وضع دُبي على الخارطة العالميّة في مجال تكنولوجيا العقار والذكاء الإصطناعي والذي كان مصطلح "الترميز العقاري" أحد البنود الرئيسيّة لهذه المُبادرة، فما هو الترميز العقاري؟ وكيف يُمكن أن يُعيد تشكيل المشهد الإستثماري في القطاع العقاري؟ هذا ما سوف نتناوله في مقالنا التالي.
الترميز العقاري هو عملية تحويل حقوق الملكيّة في العقارات إلى وحدات رقمية صغيرة أو رموز باستخدام تقنية البلوك تشين بحيث تمثل هذه الرموز أسهمًا أو أجزاء من العقار مما يسمح للأشخاص بالإستثمار في العقارات دون الحاجة إلى شراء الأصل بالكامل، الأمر يُسهل على المُستثمرين شراء وبيع أسهم العقارات على المنصات الرقمية وبالتالي تحسين السيولة وإمكانيّة الوصول، فبدلاً من شراء شقة فاخرة بمبالغ طائلة يُمكن للمُستثمر شراء جزء منها عن طريق شراء رمز يمثل جزءًا من العقار، وهذا يفتح الإستثمار العقاري لجمهور أوسع، بتوفير أكبر قدر من الشفافيّة والكفاءة من خلال البلوك تشين.
تهدف تكنولوجيا "الترميز العقاري" إلى القيام بعملية ترميز للأصول المادية في العقارات، عبر تقسيم العقار المُستهدف إلى أجزاء صغيرة أو مُربعات من ثُم يسمح للمُستثمرين بشراء وبيع هذه الرموز وكذلك الحصول على عوائد سنويّة، والجزء الأساسي والمُهم في هذه التقنية هو البلوك تشين والذي من المتوقع أن يسمح بمزيد من الديمقراطيّة في القطاع العقاري، الأمر الذي يسمح لصغار المُستثمرين بالدخول إلى هذا القطاع الذي كان يحتاج إلى مبلغ من التمويل ليس بالقليل، والنقطة الأهم هو سهولة تداول هذه الأجزاء سواء بالبيع أو بالشراء.
1- إحدى المزايا الأساسيّة للترميز العقاري هي السيولة المُعززة التي توفرها، فمن خلال ترميز العقارات يُمكن للمُستثمرين شراء وبيع حصص الملكية الجزئيّة بسهولة أكبر وبسرعة أكبر، بحيث تفتح هذه السيولة المُتزايدة فرصًا جديدة للمُستثمرين لتنويع محافظهم الإستثماريّة.
2- بدلاً من الحاجة لشراء عقار كامل، يُمكن للأفراد استثمار مبالغ أصغر في الرموز، مما يُتيح الوصول لمجموعة واسعة من المُستثمرين، بما في ذلك مُستثمري التجزئة، والمشاركة في سوق العقارات، ونتيجةً لذلك يُمكن لأكبر عدد من الأشخاص الإستفادة من العوائد المُحتملة وفرص بناء الثروة التي توفرها الإستثمارات العقاريّة.
3- تنويع المحافظ الإستثماريّة بشكل أكبر فعاليّة من خلال امتلاك رموز جزئيّة لعقارات متعددة عبر مواقع وقطاعات مُختلفة، فبإمكان المُستثمرين تنويع مخاطرهم والتقليل من التعرض لأي أصل أو سوق واحد.
4- تستفيد عملية الترميز من تقنية البلوك تشين والتي توفر مزيد من الشفافيّة والأمان طوال عمليّة الإستثمار، بحيث يُمثل كل رمز حصة ملكية في عقار مُعين، ويتم تسجيل جميع المُعاملات المتعلقة بهذه الرموز المميزة على البلوك تشين
5- يُمكن للعقود الذكيّة القائمة على تقنيّة البلوك تشين أتمتة جوانب مختلفة من المعاملات العقاريّة من مثل تحصيل الإيجارات، توزيع الأرباح، وإدارة المُمتلكات، وتنفذ هذه العقود الذكيّة شروطًا محددة مُسبقًا تلقائيًا مما يضمن حصول جميع أصحاب المصلحة على نصيبهم العادل من العوائد ويلغي الحاجة إلى الوسطاء.