مدينة إب هي من المُدن اليمنية التي تقع في الجزء الجنوبي الغربي لشبه الجزيرة العربية، تبلغ مساحتة اراضيها 5.552 الف كيلو متر مربع، وتبعد عن العاصمة اليمنية صنعاء مسافة 190 كيلو متر مربع، تحدها من الشمال محافظة ذمار ومن الجنوب تعز، ومن الشرق محافظة البيضاء والضالع، ويحدها من جهة الغرب محافظة الحديدة، وتتميز المدينة بتضاريسها الجغرافية كالسهول الخضراء والمرتفعات الجبلية وووادي ميتم وهو اشهر الوديان في المدينة.
بالرجوع إلى المصادر التاريخية يُرجح أن اسم إب مرتبط بالمملكة الحميريّة التي حكمتها في الزمن الماضي، ففي عام 115 حكمت مملكة حِمير مدينة إب والمدن المجاورة لها، وأُختيرت مدينة مظفر لتكون عاصمة لها، كما تمكنت مملكة حِمير من السيطرة على دولة سباء بعد العديد من المعارك مع الدول المجاورة، وما زالت آثار مملكة حِمير موجودة إلى يومنا هذا من قصور وقِلاع، وبعد انتهاء حكم مملكة حِمير لمدينة إب، قامت الدولة الصليحيّة بالسيطرة على مدينة إب واختارت صنعاء لتكون عاصمة لها، وفي ما بعد تم اختبار مدينة إب لتكون عاصمة للدولة خلال فترة حكمهم التي استمرت قُرابة 50 عاماً، وفي القرن الثالث الهجري تراجعت الدولة الصليحية وقامت محلُّها الدولة الإسماعيلية التي عملت على فرض سيطرتها عى المدينة.
تسمية مدينة إب
اختلفت الآراء حول تسمية مدينة إب بهذا الإسم، فبالرجوع إلى المصادر التاريخيّة، يُرجح أن تسمية المدينة تعود إلى مملكة حِمير التي حكمت المدينة، ومعنى اسم إب بالحميرية الكبير، ولا يزال يوجد في مدينة إب باب يسمى (باب الكبير)، وقيل ايضاً أن تسميتها ترجع إلى (أبا) وهو العشب والكلأ كَون أن المدينة دائمة الُخضرة، وورد ايضاً في القرآن الكريم في قوله تعالى (فاكهة وابا) ومن المُرجح ايضاً أن تكون اسم المدينة أبا ثم خُففت إلى اب، ومما ذكره الأب لويس معلوف اليسوعي في كتابه المنجد، ان تسمية مدينة إب مأخوذة من شهر (آب).
تشتمل مدينة إب على العديد من المعالم السياحية الهامّة التي تشتهر بطبيعتها الخلّابة، مما جعلها منطقة جذب سياحي مهمّة، كما تضم العديد من الحمّامات الطبيعية التي تقدم خدمات علاجيّة للزوار والسيّاح في المدينة، ومن اشهر هذه الحمّامات؛ حمام الأسلوم وحمام القفر، كما تشتهر بوجود العديد من المعالم الأثرية من القصور والقِلاع التاريخية، التي كانت تستخدم كحصون منيعة للحفاظ على المدينة من أى خطر يواجهها، ومن هذه القلاع؛ قلعة سمارة وحصن جبل حب، وحصن التعكر، إلى جانب العديد من المساجد التي يصل عددها إلى 60 مسجد تقريباً ومن اشهرها مسجد اروى ومسجد العمري.
- قلعة سمارة: قلعة سمارة هي إحدى القِلاع العريقة في مدينة إب، ومن اهم المعالم فيها، وتأخذ القلعة في تصميمها الشكل الهندسي العسكري، وتطل على جميع الأودية والأراضي، وتُحاط بسور حصين يأخذ مساحة مربعة من جميع الإتجاهات، وفي كل ركن من اركان السور يوجد برج اسطواني يستخدم كمناوبات للحراس، وتكمُن اهميتها في انها كانت خط الدفاع الرئيسي ضد الغزوات التي تعرضت لها المناطق اليمنية، وهي مثالاً ورمز لصمود الحُكام اليمنيين في ذلك الوقت، كما تمثل تاريخ اليمن العسكري والمعماري.
- حصن حب: يرجع بناء هذا الحصن إلى العصر الحميري، وهو من اهم الصروح التاريخية في العصر الإسلامي، إذ يتكون من سور في الجهة الشرقية والجهة الجنوبية، واستخدم الجبل سياجاً من الجهة الشمالية والجهة الغربية، وهو من اهم حصون اليمن حيث كان بمثابة رمز من رموز المقاومة الوطنية للغزو الأجنبي، كما يشرف على مساحة واسعة من القرى والأودية المحيطة به، ويضم عدد من المباني وخزانات المياه ومدافن الحبوب بالإضافة إلى مسجد ومعصرة.