مدينة حضرموت هي اكبر مدن اليمن، وهي دولة عربية تقع في شبه الجزيرة العربية، وعاصمتها هي مدينة المكلا، تبعد مدينة حضرموت عن عاصمة اليمن صنعاء مسافة 800 كيلو متر، وتحدها من الشمال الحدود اليمنية السعودية، ومن الجنوب بحر العرب، ومن الشمال الغربي مدينة الجوف ومأرب، ومن الغرب مدينة شبوة، ومن الشرق مدينة المهرة، وتبلغ مساحة المدينة 193 الف كيلو متر مربع ويقدر عدد سكانها حوالي مليون وربع نسمة، يسود في المناطق الساحلية في مدينة حضرموت المناخ الصحراوي وفي المناطق الأخرى يكون المناخ جبلي وحار في فصل الصيف معتدل في فصل الشتاء.
تتنوع الأنشطة الإقتصادية في مدينة حضرموت ما بين صيد الأسماك والزراعة والثروة الحيوانية، ومن اهم الأنشطة التي يمارسها السكان هي الزراعة، حيث يقدر الإنتاج الزراعي في مدينة حضرموت بما يقارب 6% من إنتاج كافّة المناطق اليمنية، ومن اهم المحاصيل التي تم انتاجها في المدينة الحبوب وانواع التمور المختلفة، كما تحتوي الأراضي في مدينة حضرموت على العديد من الثروات المعدنية المختلفة من ابرزها الذهب والنفط والمعادن المختلفة، إلى جانب العديد من الأحياء البحرية والأسماك التي تتواجد بكثرة في المدينة.
يختلف مناخ مدينة حضرموت من منطقة إلى اخرى فالمناطق الساحلية التي تطل على سواحل البحر العربي يكون شتاؤها معتدلاً وصيفها حار نسبياً، والاجزاء الجبلية يمتاز مناخها بالإعتدال في فصل الصيف والبرودة في فصل الشتاء، كما تتأثر الاجزاء الصحراوية بالمناخ الصحراوي الجاف خلال السنة.
بالعودة إلى المصادر التاريخية، يذكر ان المدينة سميت بذلك الاسم نسبة إلى ملك كان يحكم المدينة في تلك الفترة، كما ذكر بعض المؤرخين أن تسمية مدينة حضرموت تعود إلى عامر بن قحطان، وهو اول شخص نزل إلى الأحقاف بعد قوم عاد، وكان عامر بن قحطان إذا حضر معركة حلّ الموت والقتل والسفك، حيث كانوا يقولون قديماً إذا حضر عامر بن قحطان حضر موت.
يرجع تاريخ مدينة حضرموت إلى ما قبل الميلاد، حينما تشكلت كمملكة من اتحاد قِبلي يجمعها، واستقلت عن مملكة سبأ في عام 330 قبل الميلاد، وسيطر عليها الحميريون في عام 275 للميلاد، وعندما سيطرت الإمبارطورية الساسانية على عدن في عام 571 كانت مدينة حضرموت مستقلة، حتى وصل الاسلام في عام 630 للميلاد، بعد كتاب النبي محمد-صلى الله عليه وسلم-لوائل بن حجر، وخلال العصور الوسطى كانت المدينة جزءاً من الدولة الصليحية والطاهرية والرسولية التي حكمت اليمن في القرن الثالث عشر إلى منتصف القرن الخامس عشر الميلادي،.
تزخر مدينة حضرموت بالعديد من المعالم الأثرية والتاريخية على مر العصور، ومن اشهر هذه المعالم؛ المتحف الوطني في حضرموت الذي يقع في مدينة المكلا، ويتكون من ثلاثة طوابق محاطة بسور كبير جداً، ويعكس بناء هذا المتحف فن العمارة الهندية الذي كان سائداً في تلك الفترة، ومن المعالم الأثرية الأخرى؛ متحف المكلا الذي يضم مجموعة من الآثار القدبمة التي تعود ملكيتها لسلاطين ممالك حضرموت، تم تأسيسه في عام 1994، إلى جانب متحف سينون الذي يضم مجموعة من القاعات التي يستعرض فيها آثار قديمة وموروثات شعبية.