هي مدينة من اهم المدن اليمنية، وعاصمة مدينة صعدة الرسمية، تقع إلى الشمال الغربي من عاصمة اليمن صنعاء وتبعد عنها مسافة 242 كيلو متر، ويبلغ إجمالي عدد السكان في المدينة 838.000، وتعد حلقة الوصل بين مدينة نجد واليمن والحجاز، وهي الممر الرئيسي لحجاج حضر موت وحجاج مأرب ومرخه والسوريين وبيحان، وتتميز المدينة بمناخها المعتدل في فصل الصيف وتتراوح درجة الحرارة خلال فصل الصيف بين 10-26 درجة مئوية، وفي فصل الشتاء تكون الأجواء باردة وقد تصل درجات الحرارة فيه إلى -16 تحت الصفر.

بدأ تأسيس مدينة صعدة الجديدة في القرن الثالث الهجري بالقرب من المدينة القديمة التي اقيمت على سفوح جبال تلمص، وتم تطوير المدينة حضارياً عبر مراحل تاريخية متعددة، الأمر الذي ساعد على اكتساب الطابع الإسلامي، إلى جانب تقسيماتها الخاصة بالأسواق والحمامات القديمة، والمساجد والأسوار وغيرها، وما زالت المدينة تحافظ على اصلها وطابعها الإسلامي العريق، ومن الآثار الهامّة في المدينة سور مدينة صعدة الذي يرجع تاريخ بناؤه إلى القرن السادس عشر الميلادي، وصمم هذا القصر بشكل دائري لمراقبة العدو وهجمات الغُزاة بشكل اسهل.

تشتهر مدينة صعدة بأراضيها الخصبة، ويحترف الكثير من السكّان فيها الزراعة الأمر الذي ساعد على رفد الإقتصاد في المدينة بشكل كبير و من اهم المحاصيل الزراعية التي يتم انتاجها الفواكة، الحبوب، الخضراوات، إلى جانب الاعمال اليدوية الحرفية والمعادن الهامّة كالنحاس والنيكل والكوبالت والجرانيت وغيرها من المعادن الغنية الأخرى، بالإضافة إلى وُفرة المواد الطينية التي تدخل في صناعة الإسمنت، ولكن على الرغم من وفرة الخيرات في مدينة صعدة إلا أن موقعها الاستراتيجي المميز جعلها قبلة الكثير من الهجمات والحروب على مر العصور.

تضم مدينة صعدة العديد من المعالم الأثرية المميزة ومن اشهرها؛ الحصون المختلفة التي يرجع بعضها إلى فترة عهد الوالي العثماني حسن باشا ومن اهم هذه الحصون "حصن القشلة" وحصن السنارة الذي يقع على قمة جبل وادي العبدين، وحصن الصمع والقلعة، ومن ابرز الحصون حصن أم ليلي التاريخي، وهو الصحن الذي لجأ إليه سكان أهالي صعدة وأهالي سحار وأهالي مجز للحماية من أبرهة الحبشي في وقعة الفيل الشهيرة.

قلعة القشة هي من اهم القِلاع في مدينة صعدة التاريخية، يُنيت على تبة من خبث الحديد التي اشتهرت مدينة صعدة في صناعتها قديماً، ولا تزال هذه القلعة تحافظ على رونقها وجمالها إلى يومنا هذا وما زالت صامدة منذ اكثر من 600 عام أمام الصراعات والحروب، وهي من الحصون التي قام بتشييدها الإمام يحيى بن حميد الدين وكانت تستخدم مركزاً للحكم، وسجناً للمناهضين في الحكم الإمامي ومقر لحجز الرهائن، ويحيط بالقلعة العديد من التحصينات والمرافق الخدمية، ويحيط بها وديان سياحية متميزة.